فيما يعرفه المجتمع العربي بأنه “الرجل الصالح” الذي أنفق الأموال على فقراء فلسطين وأفريقيا والجزائر، يعرفه المجتمع الغربى بأنه “المجرم” الذي سرق مليارات الدولارات من أجل رفاهيته وحياته الخاصة, إنه الجزائرى حمزة بن دلاج واحد من أخطر 10 قراصنة الإنترنت فى العالم والذى جُندت من أجل القبض عليه أقوى أجهزة الاستخبارات العالمية.

فى الأونة الأخيرة ضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعى بخبر خاطئ عن الحكم بالإعدام على “الهاكر” الجزائري حمزة بن دلاج، الشاب الملقب بـ “القرصان المبتسم”, والذى يتواجد حاليا فى سجن جورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية بعد اعتقاله فى العاصمة التايلندية بانكوك فى يناير عام 2013. ونشرت وسائل الاعلام أخبارا جعلت من القرصان بطلا، وتحدثت عن تاريخ طويل فى القرصنة، لا يبدو أنه حقيقي بحسب مختصين في الموضوع. إلى ذلك، تباينت ردود أفعال رواد مواقع التواصل الإجتماعي بين من جعله بطلا أسطوريا لاختراقه حسابات مالية في البنوك الأمريكية، وبين من قال إنه لص سارق ونصاب عالمي.
فمن هو ذلك الشاب الذى أذهل جهاز الـ إف بى أى, وما حقيقة صفقة إسرائيل للإفراج عنه, وهل بالفعل ستقوم الولايات المتحدة بإعدامه؟
انطلق الجزائري حمزة بن دلاج قبل أن يتعد العشرين عاما إلى عالم “القرصنة الإلكترونية” ليصبح وهو في الثالثة والعشرين واحدا من أخطر “الهاكرز” فى العالم, فهو مهندس كمبيوتر تخرج عام 2008 من جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا، دراسته لهذا التخصص مع دهائه الخارق مكنه بسهولة من معرفة دهاليز البرمجيات والقرصنة، أدواته بسيطة, مجرد حاسوب “لاب توب” وهاتفى نقال مجهزين باتصال مع قمر صناعى، وكانت النتيجة التى أذهلت أعتى الحكومات، وهى قرصنة 217 بنكا – وهو لم يتعد السابعة والعشرين من العمر- منهم العشرات من البنوك الماليزية بثروة قدرت بـ 3.4 مليار دولار، ويقول المراقبون أن أضعف حصيلة كان يخرج بها حمزة من عملية القرصنة الإلكترونية كانت 10 ملايين دولار, وتقول مواقع جزائرية أن حمزة أخذ أكثر من 4 مليارات دولار منها، ما يعادل ميزانيات دول فقيرة، وزع أكثر من 280 مليون دولار على جمعيات خيرية فى فلسطين والباقي ساعد به الكثير فى دول أفريقية فقيرة, ولم يقف نشاط بن دلاج عند هذا الحد بل قام أيضا بالهجوم على أكثر من 8000 موقع فرنسى والتسبب فى غلقها, كذلك قرصن مواقع قنصليات أوروبية ووزع تأشيرات بالمجان على أصدقائه الجزائريين للسفر إليها، بن دلاج قام أيضا بمهاجمة العديد من المواقع الإسرائيلية وتمكن بسهولة من اختراق وتسريب العديد من المعلومات السرية الخاصة بجيش الاحتلال للمقاومة الفلسطينية، وذلك بحسب وسائل إعلامية مختلفة.
أما بالنسبة لحقيقة الصفقة بينه وبين إسرائيل فقد روج بعض المغردين على مواقع التواصل الإجتماعى لقصة – لا يعرف مدى صحتها- تقول إن هناك عرضا تلقاه بن دلاج من إسرائيل لتجنيده للعمل لصالحها ومساعدتها في تحصين مواقعها الحساسة بعد توالي الهجمات الإلكترونية وقرصنة مواقع عدة كوزارة الدفاع والخارجية وموقع الكنيست, وذلك مقابل التوسط للإفراج عنه لدى الولايات المتحدة الأمريكية، لكن يقال إن بن دلاج رفض هذا العرض عدة مرات قائلا إنه يفضل أن يقضي حياته كاملة في السجن على أن يساعد القتلة والمجرمين – على حد قوله-, مضيفا أنه لو كان طليقا لساند الفلسطينيين في هزيمة عدوهم وشارك القراصنة فرحتهم.
وسائل الإعلام ذكرت أيضا أن بن دلاج رفض التعامل مع الحكومة الأمريكية في عدة عروض متعلقة بمساعدتهم في الحفاظ علي المواقع الخاصة بهم من الاختراق، وكما يقول المتابعون: “عقل ذهبى لن تتركه C.I.A يذهب من دون أن تستفيد من عبقريته المذهلة”.
وتظل قضية حمزة بن دلاج خلافية, فقد رأى فيها البعض نوعا من السخرية من مؤسسات مالية كبري وأجهزة أمن عالمية بل ونظام مالى إستطاع شاب صغير إذلاله والتلاعب به, بينما يرى أخرون أن ما يظهر علي هذا الشاب الجزائرى هو إبتسامة الرضا على وجه مقاتل استخدم سلاحا غير تقليدى ولكنه بالطبع مؤلم ومؤثر.